السيناريو المستقبلي وعمره عند الدول
مهمة الدراسات المستقبلية:
تلعب الدراسات المستقبلية دورا مهما في حياة الامم والشعوب, وصارت لابد منها عند السياسيين ورجال الاقتصاد
والمال والشركات الكبرى, ويحكي عالم المستقبليات الشهير الدكتور المهدي المنجرة ان سوني الشركة العملاقة
للالكترونيات استدعته لحضور احد معارضها الدولية في السبعينات, والعجيب في الامر ان المعرض كان محوره
ما سينتج في سنة 2000 .
وهكدا فالشركة اليابانية تفكر في سيناريوهات حددتها في ثلاتين سنة"1" وما قامت به الشركة اليابانية تقوم به مثيلاتها
في اليابان وغيرها من شركات العالم العالمية في اوروبا وامريكا.
وعلى ضرب الشركات وسعيها في وضع السيناريوهات تعمل الحكومات ورؤسائها على التخطييط لمستقبل
شعوبها ودولها ,ولهدا الغرض تستعين بعلماء المستقبليات وعلماء الدراسات الاستراتيجية للاستفادة من خبرتهم وعلمهم
ومن تم توضع سيناريوهات من عشر سنوات واخرى الى عشرين واخرها على مدى ثلاثين سنة " 2"
وعلى هدا الاساس يتبن لنا ان الدول المتقدمة تمتاز عن نظيراتها المتخلفة ببعد النظر والتفكير في المستقبل
الدراسات المستقبلية والسيناريوهات في البلدان العربية:
لاوجود للدراسات المسقبلية في الوطن العربي فاغلب الوزراء العرب يتحدثون عن المستقبل لكن في الهواء
بدون وضع سيناريوهات جادة تعتمد على المعطيات الزمنية والمالية ,ووسائل الرصد الاخرى المتواجدة عادة في السينايو
المستقبلي, وعادة ما يعد الوزاء العرب بفعل كدا وكدا ,ولايفعلون شيئا, ويبقى الامر مجرد ديماغوجية وهرطقة كلاميية
قيلت في الانتخابات ...
وقس على دلك رجال الاعمال العرب واصحاب الشركات فالكل من هؤلاء يريد الربح السريع, وجمع المال الكثير في وقت وجيز
وهم لاينخرطون ابدا في المشروعات الطويلة الامد ,لدا نجد يحبدون التجارة في العقار والبناء ,والبزنيس المضمون الربح
و ادا تطلعنا الى البحث العلمي في البلاد العربية فنجده فقيرا معدما او منعدما, فالحكومات العربية لاتشجع البحث العلمي
ولاتخصص له ميزانية عالية كما تفعل اليابان وامريكا والمانيا ومن تم يلجا العلماء العرب الى الهجرة الى بلدان تقدر مجهودهم
العلمي وتستفيد من خبرتهم وتطلعاتهم العلمية ...
ان العالم في اوربا وامريكا يستطيع ان يحدد مشروعه العلمي وتاريخ انجازه في عشر سنوات والدولة او الشركة تضمن له
الدعم المالي واللوجيستيكي من مختبرات وغيرها, ومن تم يبقى العالم في الدول المتقدمة تواقا الى الابداع العلمي والانتاج
بينما نظيره في العالم العربي ينصرف عن العلم بعد تخرجه ويبدا خموله العلمي بانخراطه في كبرى الشركات من اجل المنصب
والربح المادي لاغير ,او يسعى الى بناء مشروع شخصي, الهدف الاولي منه هو الربح السريع كما يفعل رجال الاعمال في بلده
وهكدا نستنتج في النهاية ان العالم العربي لايملك رؤية مستقبلية ولاسياسة تخدم تفعيل السيناريوهات كما تفعل الدول المتقدمة
وبهدا الفعل ستظل الدول العربية متراجعة دوما الى الوراء في مسار الدرب الحضاري, وسيظل العربي من المستهلكين الكبار
لما انتجته الصين واروبا وامريكا من مواد تجارية وغيرها الى ان يستفيق الحاكم العربي, ويقرر خدمة المستقبل وخدمة العلم
وانا ان شاء الله من المنتظرين .
محمد الكتري استاد باحث وكاتب
1- بعض الدراسات الامريكية تصل اثر من ثلاثين سنة
2- انظر الحرب الحضارية الكبرى للدكتور المهدي المنجرة