خواطر عن اساتدتنا الكرام
في المسيد او الجامع
كنت احب الفقيه سي حسن الدي كان يحفظني القران الكريم بمعية اهل الحي ,في حي الكدية بالحي المحمدي كنت احبه وما زلت احبه فقد كان الرجل شديد الحزم في
تحفيظنا وكل متقاعس عن الحفظ ينال نصيبه من الفلقة وحظه من الضرب ومع دلك فسي حسن كان كريما معنا كلما دخلت صينية شاي ومعها الاسفنج
الى الجامع كلما اسرع الى توزيع ارب الاسفنج على الجميع وكنا نفرح لسلوكه هدا رغم ان القطعة الصغيرة كانت لاتسمن ولا تغني من جوع
وكان فقيهنا رجلا قنوعا يقبل على الحياة ببساطة فكل اربعاء من كل اسبوع كان يتلقى عشرون ستنتيما من كل صبي وقليل من الشاي والسكر في كل خميس
ولانعلم مادا كان يتلقى بعدنا ينهي المتلقي حفظ القران الكريم كله
ومن انشطتنا نحن الصبية في الجامع اننا كنا مهرة في صيد الدباب وكنا نتفنن في صيده وكلما كان الفقيه يبصرنا كنا نعاقب عقابا شديدا على فعلتنا
وادكر انني بدات تعلمي في جامع قبل جامع سي حسن وكان المكان ضيقا وكنا نحن الصبية مكدسين فيه كاننا في علب سردين الشئ الدي كان
منفرا لي وجعلني اهرب من الجامع كلما نام الفقيه اوغفا وكان الفقيه عند استقاظه يرسل ابنه بوشعيب فياتي بي الي ابيه الفقيه فاشبع فلقة وضربا
وتكرر الهرب ونفس الشئ كررته عند الفقيه سي حسن فقرر والدي رحمه الله ادخالي مدرسة خاصة معروفة بالحي المحمدي بمدرسة الامال وفيه تعلمت جيدا
مبادئ الكتابة بالعربية والحساب وكانت معلمتنا زهرة تعاملنا بلطف ومدير المدرسة يعاملنا بفضاضة وشدة ورؤيته كانت تثير الفزع والخوف لدينا
المرحلة الابتدائية
ما وصلت سن التمدرس المحدد انداك بسبع سنوات حتى ادخلني والدي المدرسة لم يكن دخول المدرسة بالامر السهل فلقد كان الاولياء يبيتون الليلة بجوار
مقاطعة الحي حتى يسجلوا ابانهم في المدارس والسعيد من نال ابنه حظ التسجيل والغالب ان الامهات هن من كن يقمن بهده العملية وكانت القوات المساعدة ترابط
قرب المقاطعة تحرص على نظام الصف الطويل وترتبه وكان با عزيزي وهو احد افراد القوات المساعدة يضرب النساء بحزامه الاحمر المتين ويشبعهن شتما
تنبس به شفتاه المتدليتن وكنا نحن الصغار نخافه فقد كان طويل القامة ضخم الجسم مفتول الساعدين اسود اللون قبيح الوجه
واخيرا تم تسجيلي في مدرسة ابي بكر الابتدائية الواقعة في حي المدرسة وكل ما ادكره عن معلمي المرحلة الكرام ان واحدا يدعى سي المصطفى
درسنا في القسم التحضيري الاول وكان يهتم بنا ويعلمنا الكتابة بالعربية وجاء بعده على ما ادكر سي بختي وكان من المحبطين لي في الدراسة الى درجة انه
كان يعلن في الفصل انني لن اتجاوز الشهادة الابتدائية ولقد حز دلك في نفسي وكبر معي وتلاشى الامر بعد دخولي الكلية
وادكر سي ابراهيم وسي منير في القسم الرابع وسي لوباردي وسي خليل في القسم الخامس وما بقي راسخا من كل هده المرحلة هو التشدد معنا في مادة
اللغة العربية في حفظ القران الكريم واشباعنا ضربا كثيرا لاحد له فالويل ثم الويل ان لم تحفظ سورة الواقعة والرحمان والحديد والويل ثم
الويل ان لم تعرف مصب الانهار والوديان المغربية والعقوبة تطالك ادا جهلت تاريخ المغرب المقرر ولن تسلم من العقاب في الفرنسية
ادا كنت تجهل الصرف وتجهل جدول الضرب
المرحلة الاعدادية
نجحت في الشهادة الابتدائية انتقلت الى اعدادية المستقبل بالحي المحمدي كانت هده الاعدادية كالثكنة العسكرية في قوانينها الداخلية الدخول بانتظام والخروج
بالصف ادا دق الجرس معلنا موعد الدخول فلا يفتح بعد الثامنة صباحا او غيره من الاوقات
ادا تاخر تلميد فلا يدخل المدرسة الا ومعه ولي امره وقد يسمح له بعد ان يشبع صفعا او ضربا بالعصا من لدن الحراسة او المدير هدا الاخير ويدعى السيد
قوبي كان يلازم الوقوف عند الباب الرئيس للاعداية التلاميد يهرولون الى اقسامهم في نظام وانتظام وادا تاخرت بعض الدقائق عن موعد الدخول فالمدير يدعوك
الى الطواف على الساحة عدة مرات وقد يدعوك في نفس الوقت الى البصق على ارضية الساحة لتمسح بصقك بيدك وتنصرف بعدها الى قسمك وهدا اسهل عقاب
للتلميد لانه يعفيه من صفعات السيد قوبي الخطيرة ولم يسبق ان نلت منه صفعة ولامن الحراس العامين صفعة لاني كنت منضبطا في الوقت شديد الانتباه داخل
الفصل بعيد عن الشغب والفوضى
اساتدتنا كانوا قليل من المغاربة واكثرهم من الفرنسيين وبعض الكنديين والسوريين والاردنيين المواد العلمية كنا ندرسها باللغة الفرنسية كانت مدام ديفوراول
مدرسة لنا في الفرنسية وكانت تقسم القسم الى فئات ا-ب -ج- د اي الحسن والمستحسن والمتوسط ودون المتوسط الى ان هدا التقسيم التي وضعته الاستادة كان
يشعرنا بالطبقية داخل القسم وكنا نتفاخر في ما بيننا بالفئة التي ينتمي اليها كل واحد ما عدا افراد فئة دون المتوسط فكان افردها يطاطؤون الرؤوس داخل الفصل
وكانت غاية استادتنا ان تحفز هده الفئة كي تجتهد لكنها نسيت ان الاحباط يعمل على جر التلميد الى التقاعس التهاون
ومن اساتدتي في الفرنسية من الفرنسيين الاستادة الرائعة بوخمي والاستاد الجليل ملانجي لقد علمتني هده الاستادة حب اللغة
الفرنسية و المطالعة بها وبفضلها استطعت تدارك النقص الحاصل في الابتدائ وفوق دلك ربتني على سلوكات رفيعة جدا وجاء بعدها استادي ملانجي ليشجعني على رفع مستواي جيدا ,وكان الرجل مثال للانضباط في العمل وروعة في تنشيط الدرس
وكان ادا دخل الفصل يدردش كثيرا معي خاصة في حصة المحادثة elocution وهده الاهمية من لدن استادي اعطتني الثقة بالنفس وشجعتني اتهالك على الفرنسية واحبها
ونفس الاهتمام لقيته عند اساتدتي في اللغة العربية فالاستاد اليحياوي والاستاد معروف والاستاد موحد والاستاد ثابت كلهم علموني احسن تعليم
وقاموا بواجبهم احسن قيام وبفضلهم تمكنت من الاعراب والشكل والحديث بالعربية بطلاقة في سن مبكرة وبفضلهم كانت تدور في القسم عدة مناقشات دائمة
بين التلاميد يؤطرها اساتدتي الكرام وبواسطتهم تعلمت ضرورة ابداء الراي وعرضه واسماعه للاخرين
وادكر من اساتدتي الاستاد نائل حماش السوري الدي كان يدرسنا التربية الاسلامية وكانت حصته من اروع الحصص كانت
حصة واحدة في الاسبوع كنت حينها اتمنى ان تطول وان تمدد الدقائق فيها لروعتها وسحر مناقشاتها وروعة استادها
ولا استطيع ان انسى اساتدتي في الرياضيات وخاصة مدام كرييوبير التي كنا نرتاح لدروسها وكانت تصرف كل وقتها في تعليمنا مسائل الرياضيات
ومعادلاتها وكانت الاستادة الجليلة تتفانى في عملها والتلاميد ينصرفون باهتمامهم الى دروسها وكانت النتائج باهرة دائما ولم يكن الامر يستدعي الساعات
الاضافية التي اصبحت موضة هدا الزمان واعدادية المستقبل انجبت الكثير من عمالقة الرياضيات في الحي المحمدي من امثال مفيد الدي اصبح دكتورا بارعا
في الرياضيات والناسمي المتضلع هوالاخر في المادة وجمال الصديقي وغفراوي وبوغال وقداري وغيرهم من اباء الحي المحمدي الاماجد
وما ادكره ان المنافسات بين الاقسام على مستوى الرياضيات كانت ساخنة وكل استاد كان يحب ان يفخر بما لديه من نوابغ
ولن استطيع ان انسى الاستاد العتوبي استادنا في الفيزياء والكيمياء فقد كان جادا في عمله مواظبا على العطاء دائما وبفضله فهمت عدة
قوانين فيزيائية كالجادبية ومفهوم القوة وغيرها وادكر مرة ان تلميدا سخر من اخر ونعث زميله بانه يسكن في الكريان فتدخل الاستاد
بغضب ظهر على محياه ان كان يسكن الكريان فهو يحصل على العشرينات في فروض الفيزياء ام انت فنصيبك في النقط هزيل وما
زلت ادكر هدا الزميل وادكر تفوقه ولقد عرفت بعدها انه في العلوم الكيميائية في كلية العلوم وكان يحصد الدرجات العالية في
تخصصه
واما اساتدتنا في الرياضة البدنية فقد كانوا لا يكفون عن اللعب معنا في مباريات كرة السلة واليد والمزاح معنا اثناء حصة الرياضة
دون ان يفسد هدا المزاج جديتهم وصرامتهم وعرفنا بفضلهم كل انواع الرياضات المدرسية وقوانينها
وادكر ان استادنا عيسى كان يشجعني كثيرا على المضي في ممارسة العدو والجري فقد كنت احصل على الرتبة الاولى وكان يعت
يعتبرني عداءا ماهرا غير اني لم اكن اشارك في السباقات المدرسية لاني كنت مغرما بكرة القدم وكنت مسجلا بنادي الاتحاد
البيضاوي لكرة القدم الكائن بالحي المحمدي هدا النادي ساتركه بعد انتقالي الى السلك الثاني من التعليم الثانوي تلبية لنصائح شباب من
الجيران الدين كانوا يدرسون في الكلية انداك في السبعينيات فلقد ارتاوا ان ترددي على ملعب الطاس كثيرا يحرمني من متابعة دراستي
فسمعت النصيحة وقبلتها فكانت نعما هي وكانت كلها خيرا على مستقبلي الدراسي وفي هدا الشان اتوجه بالشكر على
النصيحة للاستاد عبد الكريم استاد الفلسفة والدكتور الصابري والاستاد سهران الدين استفدت من نصائحهم وانا صغير السن والحق ان
حيينا كانوا كلهم من الناصحين فان راوا منك اعوجاجا قوموه او ابلغوا الوالدين به ومازالت ترسخ في الداكرة ماكان يفعله احد معلمي الدي كان من جيراننا لقد كان يراقب سلوكاتي في الدرب وكلما صدر مني مالا يسره اشبعني ضربا وصفعا داخل القسم
ولااحد من زملاء الدراسة يستطيع ان ينسى وداعة الاستاد بلحوس ودروسه الشيقة في التاريخ والجغرافيا ولاحلاوة التدريس عند
عند الاستاد لوديي في نفس المادة على الرغم من انه حدف حدف لي ثلات نقط من المعدل الرئيس في الدورة الاولى في السنة الثانية من
ست عشر الى ثلاتة عشرنقطة اعتقادا من استادنا اني لما كان يملي علينا نقط الفروض نطق خمسة فقلت خنشة وحقيقي ان زميلي
الدي كان في المقعد الخلفي هو الدي فعل ونطق لكنه لم يعترف فكان نصيبنا نحن الثلاثة حدف ثلاتة من النقط ومن معدل الاجتماعيات
ورغم دلك لم احقد على استادي لانه كان لطيف المعاملة قائم بواجبه احسن قيام وفي لطفه يشبهه الاستاد بلحوس ودرسه في التاريخ
مثير ومشوق فكان يروي الاحداث التاريخية ويشد اسماعنا بنبرة صوته الشجي الهادئ ومزاحه المرح لدا كنا نحبه ونحب دروسه
بخلاف استادنا السريبي الدي كان جادا وعنيفا معنا كلما اهملنا حفظ دروس الاجتماعيات عن ظهر قلب الا ان يكون هينا معنا
كلما انتصرت الرجاء وفازت الكوكب المراكشي في كرة القدم ومع حبي الشديد لفريق الاتحاد البضاوي كنت احب ان تفوز الرجاء
والكوكب المراكشي لننال رضا استادنا ونسعد سعادته ولا ننكر ان سي السريبي كان رائعا في مزاجه فهو يجمع بين الشدة واللين
والمعقولية وخفة الروح والنكنة فالرجل كان مشدد معنا لانه كان يريد الخير لنا ولم ندرك اهدافه الى عندما كبرنا
الا ان استادا واحدا لم نكن نحب حصته فحصته كانت بمثابة فترة سجن ونحس كان سي شودين بمثابة جلاد عند دخولنا الفصل
لاتسمع الا همسا ولاترى في وجوهنا الا رعبا وفزعا ولاتسمع الا شتما ولاترى الا ضربا ورفسا وركلا
والويل كل الويل ان لم تعلق الصور والملصقات الخاصة بدروس التاريخ والويل كله ادا لم تحفظ دروسك ولم تمر فترة من وجودنا
في اعدادية المستقبل حتى سمعنا ان استادنا سي شودين قد اصبح ظابطا في الشرطة وتيقنت من الامر لما اصبحت طالبا جامعيا
حين التقيته بزيه البوليسي وهو يزهو بالفراشتين اللتين فوق كتفه فسملت عليه باحترام وادب فرد السلام وانصرف كل واحد الى حال الى
سبيله وادكر اني كنت حريصا على الاجتهاد وارضاء استادنا شودين فلم يسبق له ان عاقبتي ولكني كنت اشعر بالهلع والخوف
منه وجعلني كثير الاضطراب والثوتر طيلة اليوم الدي يسبق الحصة الشودينية
وفي المدوالات النهائية من القسم النهائ من الشهادة الاعدادية اخترت التوجيه الادبي بتزكية من اساتدتي الكرام على الرغم ان نقطي في
المواد العلمية لم تكن سيئة غير ان ميلي الادبي وحبي للفلسفة والفرنسية جعلني اتوجه الى شعبة الاداب
ولم يكن النجاح يتوقف عند معدل المهزلة 8 او8.5 على 20 المحدد اليوم بل لابد للتلميد ان يحصل على 10 على 20..وقد يرسب
التلميد رغم عشرته ادا لم لم تتوفر فيه شروط التوجيه الصحيح الى الثانوي
في ثانوية عقبة بن نافع بالحي المحمدي
ولم تكن كما هي الان بمساحتها الضيقة فقد كانت تشمل مساحة شاسعة ولم تكن اعدادية الامام الشافعي موجودة على ارضية مساحتها
الواسعة الشئ الدي جعل الحراسة العامة تجد صعوبة في ضبط التلاميد اثناء فترات الاستراحة
وكان يطلق على هده المؤسسة ثانوية البرد عند العامة مديرها المعروف كان هو سي ال طالب وناظرها هو سي الصوصي العلوي
والحق اقول ان هده المرحلة هي مرحلة انعتاق ساعدت ثانوية عقبة بن نافع على ارسائها وخلقها
فالادارة لم تكن متشددة مع تلامدتها كما كان الشان في اعدادية المستقبل فلا احد يمارس على التلاميد العنف ولا احد من
اساتدتنا يعنفك او يهينك بالضرب والصفح كما كان يفعل سي شودين
في القسم في عقبة بن نافع كان اساتدنا الاجلاء يدرسوننا بجدية كل استاد كان يقوم بواجبه احسن قيام وعلى الوجه الاكمل
وحتى استطيع متابعة خواطري عن اساتدتي فساتناول كل مادة على حدة
مادة العربية
فاني معترف بفضل اساتدتي الكرام علي فلا استطيع ان انسى هؤلاء سي عمر سي بوشعيب فريجي سي مجالي
فالاول كان مرحا جادا لاتمل حديثه ولادروسه ونكاثه التربوية التي كانت تخلل دروسه والثاني كانه نسخة منه تشعر بالفرحة
وانت تلج حصته وتحس ان عقلك يمتلا علما ومعرفة وهو اول من علمني ان كل راي او فكر يطرح او يكتب ينبغي ان تكون له
مرجعية معتمدة يشار اليها في حينه وله الفضل في دلك قبل اساتدتنا في الكلية
وهدا الرجل الرائع كان يشجعني على الكتابة والمضي فيها وكنت كلما كتبت موضوعا انشائيا كلما اشاد بي ايما اشادة
واثنى علي الثناء الكثير ...انت كاتب انت فيلسوف
واما استادي الثالث فهو سي مجالي كان محبا لجبران خليل جبران وهو من دعااني الي الانصراف الى قرائته كلية فوجدت في اسلوبه
حلاوة ومتعة فاقتنيت كل كتبه وقراتها والتهمتها وكان الاستاد مجالي يحدثنا عن التنظيم في كل شئ وكان يقول دائما النظام هو ان تضع
كل شئ في محله وكان مل ما يهمه ان نجيد منهجية تحليل نص ادبي في الباكلوريا واجادة التعامل مع دراسة المؤلفات والكتابان المقرران
فيها عائد حيفا للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني ودفنا الماضي للكاتب المغربي عبد الكريم غلاب
نجحت في ضبط المنهجية المطلوبة في تحليل نص ادبي من شعر ونثر واستكملت قراءة الروايتين الا اني كنت احب رواية غسان
كنفاني واجمع كل ما كتب عنها تحسبا للامتحان
مادة الفرنسية
اما استادة اللغة الفرنسية فكانوا كلهم مغاربة ومنهم الاستادة الجليلة الشكراني كانت تنطق الفرنسية بطلاقة ولاتنبس بكلمة اطلاقا
بالعربية علمتني بدقة متناهية كيفية تلخيص نص بالفرنسية ووضعت لنا منهجية دقيقة تساعدنا في الامتحان على النجاح
وكانت دروسها في غاية المتعة الكل منتبه قاعة الدرس يسودها الهدوء لم تكن استادتنا لا تبتسم الا نادرا وان ابتسمت لنا فكانه
عيد نحتفل بابتسامتها ونروم ان تبتسم لنا مرة اخرى
وفي السنة الموالية والسنة التي تلت الموالية درستنا الاستادة عرود والحق انني لم اجد المتعة الكافية التي كنت اجدها عند الاستادة
الشكراني تمنيت ان لو كانت هي مدرستنا كنت لااكره استادتي عرود بل كنت احترمها واكن لها التقدير واتابع دروسها باهتمام دون
ان اتغيب عن حصصها
مادة الاجتماعيات
كنت احب مادة التاريخ اكثر من الجغرافيا على الرغم من الثانية هي اكثر علما ودقة من التاريخ وان كان هدا الاخير ضروري هو
الاخر لفهم المجتمعات
كان اول استاد ادكره هو الاستاد السوري القرنفلي كان دائم الابتسامة كان كريما في النقط وكثيرا ما كنت احتج عليه في نقط الفروض
فيعدل النقطة حينا ويمتنع حينا اخر وكنت افعل دلك عندما اقارن باجوبة الزملاء والزميلات في القسم حين ارى الاجحاف في التنقيط
وفي العم الموالي للسنة الخامسة درسنا استاد سوري اخرغاب عني اسمه للاسف كنت احب طريقة القائه الدرس وكنت اشارك في
دروسه وكان ينوه بمداخلاتي في التاريخ والجغرافيا لاني كنت اعتمد على التحضير القبلي للدرس مما كان يفيدني في المداخلات وفهم
الدرس والحصول على نقط جيدة في الفروض الكتابية كان الرجل يسكن في الحي المحمدي وكنت كلما لقيته في درب التقدم الا وسلمت
عليه بحرارة وادب
وفي السنة النهائية كان استادنا المغربي سي مركاد رائعا في دروسه الدقيقة الواحدة لاتضيع في حصته كان رجلا شريفا يؤدي مهمته
باتقان لقد علمني وفي وقت مبكرة حب الواجب والاخلاص له وفهمت التاريخ الحديث بفضله وكلما استعصى علي امر في التاريخ
والجغرافيا داخل المقرر كان استادنا يشرح فيزيد بل ويستطرد في الشرح حتى يحس اننا مللنا
وادكر اننا اصبنا بالحسرة والالم عندما علمنا ان استادنا مرض وانه سيدخل المستشفى زرته في بيته فرح بالزيارة واستقبلني احسن
استقبال وعادت الينا الفرحة لما عاد الينا استادنا مركاد وعاد الينا نشاطنا الدراسي في حصصه
مادة الفلسفة
لاول مرة سادرس مادة جديدة عني داخل القسم لكنها لم تكن غريبة عني فانا كنت مند الاعدادي اعشق الفلسفة واروم دراستها والفضل
يرجع الى شباب الدرب في الكدية بالحي المحمدي فهدا الدرب شبابه نالوا حظهم من التعليم الجامعي وكثير منهم حصلوا على الباكلوريا
فكنت اجالسهم رغم صغر سني لم يكن احد يطردني من المجلس وفي اغلب مجالسهم كانوا يتداولون اخبار كرة القدم الوطنية ومتى
ستشارك الكاص فريق الدرب في دوري الحي المحمدي وهدا الدوري كان المرحوم العربي الزاولي مدرب الاتحاد البيضاوي حريصا
على اقامته كل عام وكان للدوري المدكور دور ايجابي على الحي المحمدي فهو قد جعل الشباب يهتم بالكرة لينال الحظوة عند مدرب
الاتحاد البضاوي ليصير من عناصر الفريق ومن ايجابيات الدوري انه وطد الصلة بين الصغار والكبار
ادن من خلال احتكاكي باهل الدرب المدكور احببت الفلسفة وبدات اقرا وكلما استعصى علي شئ في الفهم كنت اسال طلبة الفلسفة
الجامعيين الدين كانوا على وجه التحديد اربعة
وسيزيد الاهتمام بهده المادة بواسطة استادتي الجليلة مرح فقد كانت تنوبه بي كثيرا وتشيد بموضوعاتي الفلسفية الكتابية حتى ان
اساتدتي في المواد الاخرى كانوا يعلمونني باعجاب استادة الفلسفة بي وتنويهها بي
وكنت عندها اشعر بالراحة النفسية جعلتني اشعر بالثقة بالنفس وجعلتني اقدم على مكتبة المدرسة والتهم ما بها من كتب الفلسفة
ولعل استادتي مرح كانت وراء نوعية الجائزة التي فزت بها في اخر العام الدراسي في الثانوية فالجائزة كانت تحوي كتبا فلسفية
فرحت بالجائزة وفرحت بقيمتها العلمية ولم تفت الثانوية الاشادة بدوري المسرحي وبقرقتي المسرحية
ولم يفت استادتي مرح -حفظها الله- ان توصيني بضرورة التوجة الى كلية الاداب بالرباط لدراسة الفلسفة بعد حصولي على الباكلوريا
في العام الموالي
وفي السنة السابعة وهي -موعد اجتياز الباكلوريا - سيدرسني استادي الانيق الدكتور العدلوني وكان الرجل يجيد الشرح مثل
استادتي السابقة كان المقرر الفلسفي يضم الفكر الاسلامي والفلسفة الحديثة وكان التلميد مطالب بفهم المحورين انصرفت حينها
الى القراءة المسترسلة في الفلسفة والفكر الاسلامي وقرات كتبا كثيرة ساعدتني على المشاركة في مناقشة استادي العدلوني اثناء الشرح
وكان الدكتور العدلوني ينوه اشد ما يكون التنويه
وفي الثانوية اشتهر الاستاد موييم في تدريس الفلسفة وكان القسم يكتظ عن اخره بالمتتبعين من التلاميد من باقي الاقسام
وكنت افد الى حصص الاستاد موييم واستمع بحصصه خلسة حتى لا استفز استادي العدلوني وكان الاستاد موييم معجبا بمشاركاتي
وتدخلاتي في الفكر الاسلامي
وما ان اقترب موعد امتحان الباكلوريا حتى زودنا الدكتور العدلوني بكم هائل من المطبوعات الفلسفية تساعدنا في الامتحان
وكنت مع صديقي امهاه نسهرالليالي لفهم دروس الفلسفة الحديثة التي قررنا ان نجيب عن اسئلتها في الامتحان على الرغم من معرفتنا
بمقرر الفكر الاسلامي ولعل ميلي الشديد الى الفلسفة هو الدي دفعني الى هدا الاختيار ومن المفيد ان اشير ان المراجعة مع الصديق
امهاه عبد المجيد كانت ممتعة وكان صديقي الكريم يشجعني على المواصلة رغم مرضي الشديد بالقولون
ونجحت رغم المرض وكنت دائما اتمثل قول المتنبي
فان امرض فلم يمرض اعتزامي
وكانت قصيدة المتنبي التي يصف فيها الحمى خير زاد في التحدي على تحدي الصعاب وهكدا تم النجاح وصاحبني المرض الى الكلية ولم اتماثل للشفاء تماما الا في السنة الثانية
وادا عدت للحديث عن استادي العدلوني فقد الرجل جادا مخلصا في عمله مثقن له وكنت احب اناقته فهو شديد الحرص على اناقته
فالحداء دائم اللمعان وربطة العنق ملائمة مع البدلة ورائحة العطرونظافته تشدك الى شخصه
في الكلية
كلية الاداب عين الشق الدار البيضاء
انصرفت الى شعبة الادب العربي وكنت احاول ار ضاء استادتي مرح بالتسجيل في شعبة الفلسفة لكن الكلية حرمتني من هده الرغبة لانها لم تسمح بادراجها ضمن الشعب وهكدا وجدت نفسي في شعبة العربية وادابها بعد ان اخترتها عن طواعية
مرت السنون الاربع وحصلت خلالها على الاجازة في العربية وادابها
وكانت حصيلتها جيدة تكوين ممتاز في اللغة وانصراف الى الثقافة ومن المحاضرات التي كنت شغوفا بحضورها محاضرات الدكتور موليم العروسي في الفلسفة ومحاضرات اللسانيات الدكتور غلفان ودروس علم العروض للدكتور القزاز ودروس النحو
للاستاد الرحل الزواوي والدكتور محمد خير الحلواني ودروس الاسبانية والعبرية ومحاضرات الدكتور الاسماعيلي
وكان بعض الاساتدة لااحضر دروسهم لعدم ايماني بكفائتهم العلمية ولاداعي لدكر اسمائهم تفاديا لاحراجهم
والغريب ان السنة الرابعة لم احضر سوى حصة العبرية لاني انصرفت الى كتابة البحث والحق انه لم يكن لنا مرشدا
رشيدا ينصحنا بان البحث ليس الا مادة شفوية لات ستحق كل العناء التي اخدته مني وللتدكير فالبحوت الجامعية لم تكن تنجر بالطريقة التي هي عليها الان من استعمال الكميوتر وماكينات الطباعة بل تحرر باليد وتنسخ على الستاسيل ثم تحرر في الطباعة
وكان البحث مكلفا ماديا
في كلية الاداب بالرباط
الحق اني تابعت مرة محاضرة في الادب الجاهلي بكلية الاداب بعين الشق فقررت عدم متابعة ما يتلوها من محاضرات واكتفيت
بالبيت والمكتبة لاغناء معرفي في الشعر الجاهلي واتت فرصة متابعة دراستي العليا بالرباط لمتابعة ما فاتني في الدرس الجاهلي
فكنت اتررد كل اسبوع على دروس ومحاضرات الاستاد المبدع بوزفور وافادتني محاضراته كثيرا في معرفة الادب الجاهلي عن كثب ومعرفة طرفة ابن العبد الدي كان الاستاد بوزفور يتتفن في تحليل نصوصه
واستفدت جيدا من تواجدي بكلية الاداب ومن دراستي العليا فقد افادني استادي الراحل امجد الطرابلسي بعلمه ومناهجه في الدرس والتحليل واستفدت من دروس الدكتور بنيس في الشعر الحديث واليه يرجع الفضل في اعادة النظر في طريقة نقد المشارقة للادب العربي والشعر والى صاحب ديوان الفروسية رحمه الله يرجع الفضل في تدوق الشعر ومحبته
في كلية الاداب بن مسيك
درست في كلية الاداب بابن مسيك وهده المرة ساتخصص في الدراسات الاسلامية وفعلا بدات الحضور وانصرفت الى المكتبة
وتلقي محاضرات الكلية وكانت المواد المدرسة مكثفة وكثيرة ما يناهز 14مادة ما بين الشفوي والكتابي
نجحت وحصلت على اجازة في الدراسات الاسلامية بميزة وكنت انا الاول في المواد الكتابية
وقد افادتني الدراسات الاسلامية في المنهج العلمي خاصة في علم الحديث واسلوب تقصي الخبر ونقده وادكر ان استادي الدكتور هاتفي وانا في السنة الثانية وطلب مني الترشح للدكتوراة عوض الحصول على الاجازة وحاولت تحقيق رغبة استادي الجليل
بمواصلة الدراسة في شعبة علم الاديان المقارن وانخرطت في مختبر الديانات لكن الدكتور بوهندي نصحني بضرورةا لحصول
على اجازة في الدراسات الاسلامية وبعدها يسهل علي تتبع الدراسة العليا في علم الاديان المقارن
انصرمت السنتان ولم تف الكلية بوعودها فحرمتني من المتابعة والحصول على الدكتوراة
على اني حاصل عليها ان شاء الله احبت الكلية ام كرهت وبيننا التاريخ يا وزير التعليم العالي وادكرك ان طال بي العمر بادن الله
وساعدتني صحتي على تنقيد المطلوب
ولايفوتني ان ادكر ان شعبة الدراسات الاسلامية مكدسة المواد تعتمد في التحصيل على بضاعة ردت الينا وينبغي اعادة النظر
في المادة سواء في طريقة التدريس او في المواد المدرسة وكثرتها
في الكتابة والكتابة الصحفية
يتبع ويصحح كاملا